كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

فقال ما عندي ثمنه فقال أنا أعطيك وأنظرك ففكر ساعة ثم قال أنا أنظر نفسي إلى الآخرة
967 - حدثنا يوسف بن عبد الله الحلواني نا عثمان بن الهيثم قال كان الحسن إذا عاد مريضاً لم ينتفع به أهله يوما وليلة وإذا شيع جنازة لم ينتفع به أهله وولده وإخوانه ثلاثا
968 - حدثنا أحمد بن علي المخرمي نا ابن أبي الحواري قال كنت مع أبي سليمان حين أراد الإحرام فلم يلب حتى سرنا ميلاً وأخذه كالغشية في المحمل ثم أفاق فقال يا أحمد إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى مر ظلمة بني إسرائيل أن يقلوا من ذكري فإني أذكر من ذكرني منهم باللعنة حتى يسكت ويحك يا ويحك يا أحمد بلغني انه من حج من غير حله ثم لبى قال الله له لا لبيك لا سعديك حتى ترد ما في يديك فما يؤمنا أن يقل لنا ذلك
969 - حدثنا يحيى بن المختار قال سمعت بشر بن الحارث يقول لقي زاهد زاهداً فقال له يا أخي إني أحبك في الله عز وجل فقال الآخر لو علمتَ مني ما أعلم من نفسي لأبغضتني في الله فقال له الأول لو علمت منك ما تعلم من نفسك لكان لي فيما أعلم من نفسي شغل عن بغضك
970 - حدثنا محمد بن عبد العزيز نا أبي قال سمعت بكراً العابد يقول كان سفيان الثوري مستخفياً بالبصرة فورد عليه كتاب من أهله وفيه قد بلغ منا الجهد أنا نأخذ النوى فنرضه ثم نجعله في التبن فنأكله فلما قرأ الكتاب رمى به إلى بعض إخوانه وأراه يحيى بن سعيد فدمعت عيناه فقال له يا أبا عبد الله إنك لو حدثت الناس بهذا لاتسعت واتسع أهلك فأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال اسمع حديثا أحدثك به ثم لا أكلمك بعد سنة بلغني أنه يرى نور في الجنة فقيل ما هذا النور فقيل حوراء ضحكت في وجه زوجها فبدت ثناياها فبرقت ذلك لأهل الجنة أفترى أعذر بتلك بل أصبر على أكل النوى والتبن ثم التفت فقال والله لما هو أشر من النوى والتبن في الدنيا أسهل من الضريع ومن طعام ذي غصة ومن شراب الحميم الذي لا انقضاء له ثم قام إلى الصلاة

الصفحة 210