لهو وباطل فحشروا عليه فمكث حولا ثم ركب على مثل حاله فبينما هو يسير إذا هو بسرير تحمله الرجال على عواتقها فقال ما هذا قالوا رجل مات قال لهم وما الموت ائتوني به فأتوه به فقال أجلسوه قالوا إنه لا يجلس قال كلموه قالوا إنه لا يتكلم قال فأين تذهبون به قالوا ندفنه تحت الثرى قال فيكون ماذا بعد هذا قالوا الحشر قال لهم وما الحشر قالوا يوم يقوم الناس في ذلك اليوم لرب العالمين فيجزي كل واحد على قدر حسناته وسيئاته قال ولكم دار غير هذا تجازون فيها قالوا نعم فرمى بنفسه من الفرس وجعل يعفر وجهه في التراب وقال لهم من هذا كنت أخشى كاد هذا أن يأتي علي ولا أعلم به أما ورب من يعطي ويحشر ويجازي إن هذا آخر الدهر بيني وبينكم فلا سبيل لكم علي بعد هذا اليوم فقالوا لا ندعك حتى نردك إلى أبيك فردوه إلى أبيه وكاد ينزف دمه فقال له يا بني ما هذا الجزع قال جزعي ليوم يعطى فيه الصغير والكبير مجازاتهما ما عملا من الخير والشر فدعا بثياب شعر فلبسها وقال إني عازم من الليل أن أخرج فلما كان في نصف الليل أو قريبا منه خرج فلما أن خرج من باب القصر قال اللهم إني أسالك أمرا ليس إلي منه قليل ولا كثير وقد سبقت به المقادير إلهي لوددت أن الماء كان في الماء وأن الطين كان في الطين ولم أنظر بعيني إلى الدنيا نظرة واحدة قال بكر بن عبد الله فهذا رجل خرج من ذنب لا يعلم ماذا عليه فيه فكيف بمن يذنب وهو يعلم بما عليه فيه ولا يتحرج ولا يجزع ولا يتوب
2869 - حدثنا أحمد نا أبو قلابة نا عفان بن مسلم ومحمد بن سنان العوقي وأبو سلمة قالوا نا همام نا ثابت البناني عن أنس بن مالك عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قال قلت للنبي {صلى الله عليه وسلم} ونحن في الغار لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدمه فقال {صلى الله عليه وسلم} يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما إسناده صحيح