كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

في ملكك فتعمل فيه بطاعة الله على ما ساءك وسرك وأمضك وأرمضك وإما أن تنخلع عن ملكك وتضع تاجك وتلقي عليك أطمارك وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك فقال إني مفكر الليلة وأوافيك في السحر فأخبرك إحدى المنزلتين فلما كان في السحر قرع عليه بابه فقال إني اخترت هذا الجبل وفلوات الأرض وقفر البلاد وقد لبست علي أمساحي ووضعت تاجي فإن كنت رفيقا فلا تخالف فلزما والله الجبل حتى أتاهما أجلهما جميعاً وهو الذي يقول فيه أخو تميم عدي بن زيد العبادي
أيها الشامت المعير بالدهر
أأنت المبرأ الموفور
أم لديك العهد الوثيق من الأيام
بل أنت جاهل مغرور
من رأيت المنون خلدن أم من
ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسرى كسرى الملوك أنو
ساسان أم أين قبله سابور
وبنو الأصفر الكرام ملوك الروم
لم يبق منهم مذكور
وأخو الحضر إذ بناه وإذ
دجلة تجبى إليه والخابور
شاده مرمرا وجلله كلسا
فللطير في ذراه وكور
لم يهبه ريب المنون فباد
الملك عنه فبابه مهجور
وتذكر رب الخورنق إذ
أشرف يوما وللهدى تفكير
سره ماله وكثرة ما يملك
والبحر معرض والسدير
فارعوى قلبه وقال فما
غبطة حي إلى الممات يصير
قال فبكى هشام حتى اخضلت لحيته وحل عمامته وأمر بأبنيته وبقلاع فرشه وحشمه ولزم قصره فأقبلت الموالي والحشم على خالد بن صفوان بن الأهتم فقالوا ماذا أردت إلى أمير المؤمنين أفسدت عليه لذته ونغصت عليه باديته فقال إليكم عني فإني عاهدت الله ألا أخلو بملك إلا ذكرته الله عز وجل فبعث إلى كل واحد من الوفد بجائزة - وكانوا عشرة - وبعث إلى خالد بمثل جميع ما وجه إلى جميع الوفد
2904 - حدثنا أحمد نا يحيى بن أبي طالب نا عبد الوهاب بن عطاء نا الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال والذي نفسي بيده ما يخرج أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيرا منه أو مثله

الصفحة 620