كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

ملائكته إلا العمل الصالح الذي أمر الله به فمن زلت عند الموت قدمه فقد ظهرت ندامته وفاتته استقالته وعاين الرجعة إلا ما يجاب إليه وبذل من الفدية ما لا يقبل منه فالله الله عباد الله فكونوا قوما سألوا الرجعة فأعطوها إذ منعها الذين طلبوها ليس يتمنى المتقدمون إلا هذا الأجل المبسوط لكم فاحذروا ما حذركم الله واتقوا اليوم الذي يجمعكم فيه لوضع موازينكم ولنشر صحفكم الحافظة لأعمالكم ما قد نسيتموه وأحصي عليكم ولينظر عبد ما يضع في ميزانه ما يثقل به وما يملأ به صحيفته الحافظة عليه وله فقد قال الله عز وجل ما قال المفرطون عندها إذ طال إعراضهم عنها قال عز وجل ( وَوُضِعَ الكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ ) الكهف 49 وقال ( وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَومِ القِيامة ) الأنبياء 47 الآية ولست أنهاكم عن الدنيا بأعظم ما نهتكم الدنيا عن نفسها ( وَلاَ يَغُرَّنكمُ بِاللهِ الغَرُورُ ) لقمان 33 فاطر 5 وقال ( أَنَّمَا الحَياة ُ الدنيَا لِعِبٌ وَلَهْو ) الآية الحديد 20 فانتفعوا بمعرفتكم بها وبإخبار الله تعالى عنها واعلموا أن قوما من عباد الله عز وجل أدركتهم عظمة الله عز وجل فحذورا مصارعها وجانبوا خدائعها وآثروا طاعة الله عز وجل فيها فأدركوا الجنة بما تركوا منها
2993 1 م - قال نا محمد بن عبد العزيز قال نا حذيفة بن قتادة المرعشي قال رأى الأوزاعي إبراهيم بن أدهم ببيروت على عنقه حزمة حطب فقال له يا أبا إسحاق إلى متى هذا إخوانك يكفونك فقال دعني عن هذا يا أبا عمرو فإنه بلغني أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحلال وجبت له الجنة
2993 2 م - قال نا محمد بن عمرو الرزاز قال نا عمرو بن حفص قال نا سهل - رفيق إبراهيم بن أدهم - قال سمعت إبراهيم يقول لو غسلت وجهي للناس ما كنت إلا مرائيا آخر الجزء الحادي والعشرين يتلوه إن شاء الله تعالى الثاني والعشرون والحمد لله حق حمده وصلواته على محمد وآله

الصفحة 638