كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

أصل الزهد الرضا عن الله عز وجل ثم قال ألا تراه كيف يزويها عنه مرة ويمررها عليه مرة بالعري ومرة بالجوع ومرة بالحاجة كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها مرة صبرا ومرة حضضا وإنما تريد بذلك ما هو خير له وأنشد
وللدهر أيام فكن في لباسه
كلابسه يوما أجد وأخلقا
وكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم
وإن كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا
3045 1 - قال نا محمد بن يحيى الطلحي نا عتيق بن يعقوب عن المساحقي قال كان العمري الزاهد لا يجالس الناس ونزل مقبرة وكان لا يرى إلا وفي يده كتاب يقرؤه فسئل عن ذلك فقال لم أر أوعظ من قبر ولا ممتعا أمتع من كتاب ولا شيئا أسلم من الوحدة فقيل له قد جاء في الوحدة ما جاء فيها فقال ما أفسدها للجاهل
3045 2 - قال نا أحمد بن داود نا الرياشي قال يحيى بن خالد الناس يكتبون أحسن ما يسمعون ويحفظون أحسن ما يكتبون ويتحدثون بأحسن ما يحفظون
3046 - حدثنا أحمد نا الحربي نا داود بن رشيد قال بلغني أن في التوراة مكتوبا اشكر لمن أنعم عليك وأنعم على من شكرك
3047 - حدثنا أحمد نا محمد بن عبد العزيز قال سمعت أبي يقول قال بعض النساك أنا لما لا أرجو أرجا مني لما أرجو
3048 - حدثنا أحمد نا إسحاق بن إبراهيم نا الزيادي قال كان يقال عقل الرجل مدفون في لسانه
3049 - حدثنا أحمد نا أحمد بن داود نا أبو نصر نا الأصمعي قال قال الحسن لسان العاقل من وراء قلبه فإذا أراد الكلام تفكر فإن كان له قال وإن كان عليه أمسك وقلب الجاهل من وراء لسانه فإن هم بالكلام تكلم له وعليه
3049 م - وقال آخر
وجرح السيف تدمله فيبرأ
وجرح الدهر ما جرح اللسان
3050 - حدثنا أحمد نا محمد بن صالح نا محمد بن سلام عن يونس بن حبيب قال وصف رجل رجلا فقال كان الغلط في علمه من وجوه أربعة كان يسمع غير ما يقال له ويحفظ غير ما يسمع ويكتب غير ما يحفظ ويحدث بغير ما يكتب

الصفحة 651