كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

3251 - حدثنا أحمد بن محمد الأزدي نا يحيى نا الحارث بن عبد الغفار قال سمعت أبي يقول سمعت أبا سفيان بن العلاء يقول أتى شريحا القاضي قوم برجل فقالوا إن هذا خطب إلينا فسألناه عن حرفته فقال أبيع الدواب فزوجناه فنظر بعد ذلك فإذا هو يبيع السنانير قال أفلا قلتم أي الدواب وأجاز نكاحه
3252 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق السبيعي أنشدنا الرياشي لأبي العتاهية
ألا إن خير الذخر خير تنيله
وشر كلام القائلين فضوله
عليك بما يعنيك من كل ما ترى
وبالصمت إلا من جميل تقوله
ألم تر أن المرء في دار بلغه
إلى غيرها والموت فيها سبيله
وأي بلاغ تكتفي بكثيره
إذا كان لا يكفيك منه قليله
مضاجع سكان القبور مضاجع
يفارق فيهن الخليل خليله
تزود من الدنيا بزاد من التقى
فكل بها ضيف وشيك رحيله
وخذ للمنايا لا أبا لك عدة
فإن المنايا من أتت لا تقيله
وما حادثات الدهر إلا لعزة
تبت قواها أو الملك تزيله
3253 - قال وأنشدنا إبراهيم قال أنشدنا الرياشي لأبي العتاهية
عيب ابن آدم ما علمت كثير
ومجيئه وذهابه تغرير
غرتك نفسك للحياة محبة
والموت حق والبقاء يسير
لا تغبط الدنيا فإن جميع
ما فيها يسير لو علمت حقير
يا ساكن الدنيا ألم تر زهرة
الدنيا على الأيام كيف تصير
نل ما بدا لك أن تنال من الغنى
إن أنت لم تقنع فأنت فقير
يا جامع المال الكثير لغيره
إن الصغير من الذنوب كبير
هل في بيتك من الحوادث قوة
أم هل عليك من المنون خفير
ماذا تقول إذا رحلت إلى البلى
وإذا خلا بك منكر ونكير
3254 - قال وأنشدنا أحمد بن محمد الأزدي لبعض الشعراء
قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم
واستوثقوا من رتاج الباب والدار
لا يقبس الجار منهم فضل نارهم
ولا يكفوا يدا عن حرمة الجار
3255 - قال وأنشدنا محمد بن موسى لابن الجهم الكاتب
أعاذل ليس البخل مني سجية
ولكن رأيت الفقر شر سبيل
لموت الفتى خير من البخل للفتى
وللموت خير من سؤال بخيل
3256 - وأنشدنا محمد بن موسى أيضا لآخر

الصفحة 695