كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

3327 م - قال وكان الأحنف يقول من لم يصبر على كلمة سمع كلمات ورب غيظ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه وأنشد لبعض الشعراء
وإن الله ذو حلم ولكن
بقدر الحلم ينتقم الحليم
لقد ولت بدولتك الليالي
وأنت ملعن فيها ذميم
وزالت لم يعش فيها كريم
ولا استغنى بثروتها عديم
فبعدا لا انقضاء له وسحقا
فغير مصابك الحدث العظيم
3328 - حدثنا أحمد بن عباد نا أبو عثمان المازني نا الأصمعي عن أبي سفيان بن العلاء قال قيل للأحنف بن قيس من حلمك قال تعلمت الحلم من قيس بن عاصم المنقري لقد اختلفت إليه في الحلم كما يختلف إلى الفقهاء في الفقه بينما نحن عند قيس بن عاصم وهو قاعد بفنائه محتب بكسائه أتته جماعة فيهم مقتول ومكتوف فقيل هذا ابنك قتله ابن أخيك قال فوالله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه ثم التفت إلى ابن له في المسجد فقال قم فأطلق عن ابن عمك ووار أخاك واحمل إلى أمه مئة من الإبل فإنها غريبة وأنشأ يقول
إني امرؤ لا شائن حسبي
دنس يعيره ولا أفن
من منقر في بيت مكرمة
والغصن ينبت حوله الغصن
خطباء حين يقول قائلهم
بيض الوجوه أعفة لسن
لا يفطنون لعيب جارهم
وهم بحسن جوارهم فطن
3328 1 م - وقال فيه الشاعر
عليك سلام الله قيس بن عاصم
ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من ألبسته منك نعمة
إذا زار عن شحط بلادك سلما
فما كان قيس هلكه هلك واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما
3328 2 م - وفيه قال النبي {صلى الله عليه وسلم} سيد أهل الوبر حديث حسن
3329 - حدثنا أحمد أنشدنا أحمد بن علي المروزي قال أنشدنا المازني لبعضهم
لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني
إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم
ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم
ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدنا ولا أخا
ولكنني أرضى به حين أخرج
ألا ربما ضاق الفضاء بأهله
وأمكن من بين الأسنة مخرج

الصفحة 705