كتاب المجالسة وجواهر العلم - ط ابن حزم

طمعت لما منتك نفسك تسلمن
سقتك المنايا كأسها بالصرائم
فمالك فابذل دون نفسك تسلمن
هنالك أو تصبر لجز الغلاصم
فما دون ما تهواه للنفس مطمع
سوى أن أحز الرأس منك بصارم
ثم قلت استأسر ثكلتك أمك فدنا مني وهو يقول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ثم جذبني جذبة مثلث تحته فاستوى على صدري فقال أقتلك أم أخلي عنك فقلت بل خل عني فنهض وهو يقول
ببسم الله والرحمن فزنا
قديما والرحيم به قهرنا
وهل تغني جلادة ذي حفاظ
إذا يوما بمعترك نزلنا
وهل شيء يقوم لذكر ربي
وقدما بالمسيح هناك عذنا
سأقسم كل ذي جن وإنس
إذا يوما لمعضلة خللنا
فعاودتني نفسي فقلت استأسر ثكلتك أمك فدنا مني أيضا وهو يقول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فملئت منه رعبا يا أمير المؤمنينّ وكنا لا نعرف مع اللات والعزى شيئا ثم جبذني جبذة فصرت تحته فقلت خل عني فقال هيهات بعد ثلاث مرار ما أنا بفاعل ثم قال يا جارية ائتني بشفرة فأتت بها فجز ناصيتي ثم نهض وهو يقول
مننا على عمرو فعاد لحينه
وثنى فثنينا فساء بما فعل
وفي اسم ذي الآلاء عز ومنعة
ومحترز لو كان سامعه عقل
وكنا يا أمير المؤمنين إذا جز نواصينا استحيينا أن نرجع إلى أهالينا حتى تنبت فرضيت أن أخدمه حولا فلما حال علي الحول قال لي يا عمرو إني أريد أن تنطلق معي إلى البرية وما بي من وجل وإني لواثق ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فانطلقت معه حتى إذا أتي واديا فهتف بأهله ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فلم يبق طائر في وكره إلا طار ثم هتف الثانية فلم يبق سبع في مربضه إلا نهض ثم هتف الثالثة فإذا هو بأسود كالنخلة السحوق فإذا هو لابس شعرا فرعبت فقال الشيخ لا ترع يا عمرو إذا نحن اصطرعنا فقل غلبه صاحبي ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال فاصطرعا فقلت غلبه صاحبي باللات والعزى فلطمني لطمة كاد يقلع رأسي فقلت له

الصفحة 723