يا فتى ما الذي بلغ بك ما أرى فقال يا أمير المؤمنين أمراضٌ وأسقام فقال سألتك بالله إلا صدقتني فقال يا أمير المؤمنين ذقت حلاوة الدنيا فوجدتها مُرّة فَصَغُر في عيني زهرتها وحلاوتها واستوى عندي حجرها وذهبها وكأني أنظر إلى عرش ربي والناس يساقون إلى الجنة والنار فأظمأت لذلك نهاري وأسهرت له ليلي وقليل حقيرٌ كل ما أنا فيه في جنب ثواب الله تبارك وتعالى وعقابه
390 - حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن الحسين نا صدقة بن بكر قال سمعت معاذ بن زياد التميمي يذكر أنَّ فتًى من الأزْدِ بكى حتّى أظلمَ بَصَرُه فعُوقِب في ذلك فقال
ألم يَرثِ البكاءَ أناسُ صدْقٍ
فقادهم البكاءُ خيرَ المقادِ
ألمْ يقلِ الإلهُ إليَّ عبدي
فكلُّ الخيرِ عندي في المعادِ
والله لأبكيَنَّ أيام الدنيا فإذا جاءت الآخرة فعند الله أحتسب مصيبتي في تقصيري
391 - حدثنا أحمد بن محمد البغدادي نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه قال بينما ركبٌ يسيرون إذْ هتف بهم هاتف
ألا إنَّما الدُّنيا مَقيلٌ لرائحٍ
قضى وَطَراً من حاجة ٍ ثم هَجَّرا
ألاَ لا ولا يَدْري على ما قُدُومُهُ
ألا كُلُّ ما قَدَّمتَ تَلْقَى مُوَفَّرا
392 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى بني هاشم قال أنشد ابن أبي المغيرة
وكم نائمٍ نام في غبطة ٍ
أتته المنيَّة ُ في نومتِه
وكم مِن مقيمٍ على لذَّة ٍ
دَهَتْه الحوادثُ في لذَّتِه
وكلُّ جديدٍ على ظهرها
سيأتي الزَّمانُ على جدّتِه
393 - حدثنا أحمد بن علي الخراز نا عثمان بن الهيثم المؤذن عن عوف الأعرابي قال سمعت الحسن يتمثّل
هي الدنيا تُعذِّب مَنْ هواها
وتورث قلبه حزناً وداءً