كتاب دراسات في التصوف

ترقيتها إلى مقامات في طريق القوم , فرقاها لها وناشدها أشعاراً وناشدته فراجعه وحاشاً أولياء الله أن يخبروا خلاف الواقع " (¬1).
وتجاوزوا في إهانتها جميع الحدود وبلغوا أقصاها حيث نقلوا عن الشبلي أنه رأى الناس شعلة من نار في يده فسألوه السبب؟

فأجاب: أريد أن أحرق بها الكعبة ليتوجه الناس إلى ربها (¬2).

وأخيراً ننقل من الصوفي المصري عبد الرحمن الصفوري حكاية تدل على السخرية بالكعبة المشرفة والمدينة المنورة وبيت المقدس فيذكر عن الخواص أنه قال:

" زرت ولية من أولياء الله فقلت لها:

هل لك في بلادنا؟

فقالت: وما أصنع في بلادك؟

فقلت لها: فيها مكة والمدينة وبيت المقدس. فقالت: أرفع رأسك , فرفعت رأسي , فإذا بالكعبة والمدينة وبيت المقدس يحومون على رأسي في الهواء " (¬3).

فهذه هي حقيقة الحج والكعبة والطواف حولها لدى المتصوفة , وتلك هي مخالفتهم للشريعة الإسلامية وإهانتهم لأركانها - أعاذنا الله من ذلك.

ومن أعمالهم المخالفة للشريعة الإسلامية عدم اعتنائهم بالنظافة والطهارة التي جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف الإيمان (¬4).

وروي عنه عليه الصلاة والسلام في فضل الطيب والنظافة أنه قال:

" إن الله طيب يحب الطيب , نظيف يحب النظافة , كريم يحب الكرم , جواد يحب الجود , فنظفوا ولا تشبّهوا باليهود " (¬5).

ولكن الصوفية ينصحون مريديهم عكس ذلك , فيكتب عبد الغني الرافعي:
¬_________
(¬1) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ص 120.
(¬2) تذكرة الأولياء للعطار ص 304.
(¬3) نزهة المجالس للصفوري ج1 ص 18 ط ... دار الكتب العلمية بيروت.
(¬4) رواه مسلم.
(¬5) رواه الترمذي.

الصفحة 113