كتاب دراسات في التصوف

نستطيع إدراجها في الأبواب السبعة لعدم مناسبتها وعلاقتها المباشرة لتلك الأبواب رغبة منا بأن لا يحس القارئ بالنقص والخلل في هذا الخصوص وهو يبحث عن التصوف , فحرصا منا على ذلك أدرجنا في هذا الباب تحت عنوان " مصطلحات الصوفية " ومثال ذلك قضية وحدة الشهود , ووحدة الوجود , وكذلك مسألة وحدة الأديان , فإننا لم نستطع ذكرها - مع أهميتها - في أحد الأبواب الستة المذكورة لعدم وجود المناسبة والداعي إليها , فذكرناها ههنا.
فهذه هي الأبواب الستة لهذا الكتاب , ولو ضمت إلى الأبواب الثلاثة من الكتاب الأول لكفت القارئ والباحث فهم التصوف ومعرفة المتصوفة , ولا يعني ذلك أن هذا الكتاب متوقف الاستفادة منه على الكتاب الأول , فإن الأمر ليس كذلك لأنه كتاب مستقل , وليس كالجزء الأول منه , وكذلك هذا الكتاب , ولكن يحسن للقارئ أن يقتني هذا وذاك لأننا ذكرنا فذ هذا أشياء لم نذكرها في كتابنا الأول وكذلك العكس.
فإن هذا الكتاب يشتمل على تعاليم الصوفية وعقائدهم , أفكارهم ومعتقداتهم , مميزاتهم وخصائصهم , بدعهم ومستحدثاتهم , طرقهم وأحوالهم زعمائهم , وغيرها من الأمور.

حيث إن الكتاب الأول يخص بذكر منشأ التصوف ومصادره مع ذكر المعتقدات التي تربطه بالمذاهب والأديان القديمة منها والحديثة من المذاهب والحديثة من المذاهب الهندية والفارسية والأفلاطونية الحديثة والمسيحية والغنوصية إلى دين التشيع والشيعة.
فالكتابان بينهما عموم وخصوص من وجه يجتمعان في قضية التصوف والمتصوفة , ويفترقان من حيث المبحث والموضوع.

أما بعد فإننا نريد أن نذكر الباحث والقارئ أننا لم نسلك في هذا الكتاب إلا مسلكنا القديم.
أولا: أنا لا نلوم الخصم إلا على ما يقوله ويتفوه به.
ثانيا: ولا ننقل من كتاب ومؤلف غير معتمد وموثوق لدى القوم أنفسهم , بل

الصفحة 16