كتاب دراسات في التصوف

أحدثتم بدعة ظلما " (¬1).
وروى أن عبد الله بن مسعود بلغة أن الناس يجتمعون في ناحية من مسجد الكوفة يسبحون تسبيحا معلوما ويهللون ويكبرون.

قال: فلبس برنسا ثم أنطلق فجلس إليهم فلما عرف ما يقولون رفع البرنس عن رأسه ثم قال ك (أنا أبو عبد الرحمن) ثم قال:
(لقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما , أو لقد جئتم ببدعة ظلما).
قال: فقال عمر بن عتبة: نستغفر الله ثلاث مرات , ثم قال رجل من بني تميم: والله ما فضلنا أصحاب محمد علما ولا جئنا ببدعة ظلما ولكنا ربنا , فقال: (بلى والذي نفس ابن مسعود بيده , لقد فضلتم أصحاب محمد علما أو جئتم ببدعة ظلما , والذي نفس ابن مسعود بيده لئن أخذتم آثار القوم ليسبقنكم سبقا بعيدا , ولئن حرتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا) (¬2)

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:
(كنا عند عمر فقال: نهينا عن التكلف) (¬3).
وعنه نقل يعلى بن أميه أنه قال:
" طفت مع عمر بن الخطاب , فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم , فقال: أما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: بلى ... قال: فهل رأيته يستلمه؟
قلت: لا , قال: فأبعد عنه , فإن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة " (¬4).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
(الإقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة) (¬5).
¬_________
(¬1) انظر " البدع والنهي عنها " لمحمد بن وضاح القرطبي الأندلسي المتوفي 286هـ , ص 11/ ط دار الرائد العربي ببيروت.
(¬2) المصدر السابق ص 9.
(¬3) رواه البخاري.
(¬4) رواه أحمد والطبراني , ورجاله رجال الصحيح.
(¬5) رواه الحاكم في المستدرك.

الصفحة 25