" سبحان من أظهر ناسوته ... سرّ سنا لاهوته ... الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهراَ ... في صورة الأكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب " (¬2).
وأيضاً:
" رأيت ربي بعين قلبي ... فقلت: من أنت؟ قال: أنت
ففي بقائي ولا بقائي ... وفي فنائي وجدت أنت
أشار سري إليك حتى ... فنيت عني ودمت أنت " (¬3).
ومما يدلّ على جرأة المتصوفة على الكذب ونسبه القول إلى غير قائله أن ابن عجيبه الحسني نسب في إيقاظه نفس هذه الأبيات التي قالها الحلاج , نسبها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال:
" ومما ينسب لسيدنا علي كرم الله وجهه:
رأيت ربي بعين قلبي. . . إلخ " (¬4).
ويقول الحلاج أيضاً:
فأنا الحق حق للحق حق ... لا بس ذاته فما ثمّ فرق (¬5).
ومن أبياته المشهورة كذلك:
" أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن روحان حللنا بدنا
روحه روحي وروحي روحه ... من رأى روحين حلّت بدنا " (¬6).
¬_________
(¬1) أنظر مكاشفة القلوب للغزالي ص 26 ط الشعب القاهرة , أيضاً عوارف المعارف للسهروردي 79.
(¬2) ديوان الحلاج الطبعة الثانية بغداد 1404 هـ.
(¬3) ديوان الحلاج ص 37.
(¬4) أنظر إيقاظ الهمم لابن عجيبة ص 58 , 59.
(¬5) أيضاً ص 67.
(¬6) أيضاً ص 77 , 78.