كتاب دراسات في التصوف

هذا بالنسبة للحلول والاتحاد , والوصول والاتصال , الذي يسمونه بوحدة الشهود أيضاً.

وأما " وحدة الوجود " فسنذكر عقيدة الصوفية هذه بالتفصيل إن شاء الله عند ذكر ابن عربي وأفكاره في الكتاب المستقبل إن شاء الله , ولكننا نذكر هنا ملخصاً وإجمالاً.

فيعتقد كثير من الصوفية بأنه ليس هناك فرق بين الله وخلقه إلا أن الله تعالى كلّ , والخلق جزؤه , وأن الله متجلّ في كل شيء من الكون حتى الكلاب والخنازير , فالكل مظاهره , وما في الوجود إلا الله , فهو الظاهر في الكون , والكون مظهره.

فيقول ابن عربي:

" فلا مظهر له إلا نحن , ولا ظهور لنا إلا به , فبه عرفنا أنفسنا وعرفناه , وبنا تحقق عين ما يستحق الإله:

فلولاه لما كنا ... ولولا نحن ما كانا
فإن قلنا بأنا " هو" يكون الحق إيانا
فبدانا ... وأخفاه ... وأبداه ... وأخفانا
فكان الحق أكوانا وكنا نحن ... أعيانا
فيظهرنا ... لنظهر سراراً ثم أعلانا

ويقول أيضاً:

" فالكل أسماء الله , أسماء أفعاله أو صفاته أو ذاته , فما في الوجود إلا الله , والأعيان معدومة في عين ما ظهر فيها " (¬1).

ويقول:

" فكل ما ندركه فهو وجود الحق في أعيان الممكنات. فمن حيث هوية الحق هو وجوده ةمن حيث اختلاف الصور فيه هو أعيان الممكنات , فكما لا يزول عنه باختلاف الصور إسم الظل كذلك لا يزول باختلاف الصور إسم العالم أو إسم سوى الحق " (¬2).
¬_________
(¬1) أيضاً ص 53.
(¬2) فصوص الحكم لابن عربي ص 103 ط دار الكتاب العربي بيروت.

الصفحة 313