كتاب دراسات في التصوف

" ومن الصالحين من كان يعير القوت بنوى التمر وينقص كل ليلة نواة.

ومنهم من كان يعير بعود رطب , وينقص كل ليلة نواة.

ومنهم من كان يعير بعود رطب وينقص كل ليلة بقدر نشاف العود.

ومنهم من كان ينقص كل ليلة ربع سبع الرغيف حتى يفنى الرغيف في شهر (¬1).

ونقل كذلك عن الزاهد خليفة أنه كان يأكل في كل شهر لوزة (¬2)

وروى النفزي الرندي عن بعضهم أنه مكث خمسين سنة , لم يزد على زبيبة كل يوم (¬3).

وحكى النبهاني في كتابه عن سهل أنه كان قوته في السنة بدرهم شعير بغير ملح ولا أدم (¬4).

وهذا كله رغم ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يخالف صنيعهم ويعارض طريقهم حيث قال الرب تبارك وتعالى في كلامه:

{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (¬5).

وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل (¬6).

وعن عبد الله بن جعفر أنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء) (¬7).

وعن عمرو بن أمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة في يده , فدعى إلى الصلاة فألقاها والسكين التي يحتز بها , ثم قام فصلى , ولم يتوضأ (¬8).

وعن أنس , أن خياطا دعا النبي صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه , فذهبت مع
¬_________
(¬1) عوارف المعارف للسهروردي ص 223.
(¬2) أيضا.
(¬3) غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج1 ص 150.
(¬4) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج2 ص 115 ط دار صادر بيروت.
(¬5) سورة الأعراف الآية 32.
(¬6) رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها.
(¬7) متفق عليه.
(¬8) متفق عليه.

الصفحة 38