فكان يقول: " الجنة لا خطر لها عند أهل المحبة , وأهل المحبة محجوبون بمحبتهم " (¬2).
ونقل ابن العريف عنه أيضاً أنه كان يسخر بالثواب ولم يكن يبالي بالعقاب , وكان يقول مخاطبا للرب تعالى:
" أريدك لا أريدك للثواب ... ولكني أريدك للعقاب " (¬3).
وكان يستهزئ بالجنة بقوله:
" لله عباد لو بدت لهم الجنة بزينتها لضجوا منها كما يضجّ أهل النار من النار " (¬4).
وقال أيضاً في هذا المعنى:
" من عرف الله صار للجنة ثواباً , وصارت الجنة عليه وبالا " (¬5).
كما كان يستهزئ بالنار , فينقل عنه أنه كان يقول:
" وددت أن قامت القيامة حتى أنصب خيمتي على باب جهنم. فسأله رجل: ولم ذاك يا أبا يزيد؟
فقال: إني أعلم أن جهنم إذا رأتني تخمد (¬6).
وأخيراً ما ذكر عنه السهلجي في ازدرائه واستصغاره الجنة حيث يروي عن ابن أخي أبي يزيد أنه قال:
" حدّثني أبي عن أبيه عن أبي يزيد أنه جاء حاتم الأصمّ زائراً له فقال حاتم: قد
¬_________
(¬1) كشف المحجوب للهجويري ص 313.
(¬2) طبقات الصوفية للسلمي ص 19 , كشف المحجوب للهجويري ص 318 , جمهرة الأولياء للمنوفي ج 2 ص 139 أنظر النور في كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 169 نشر الدكتور البدوي ط الكويت.
(¬3) محاسن المجالس لأبي العباس أحمد بن محمد الصوفي الصنهاجي بن العريف ط باريس 1933م أيضا شرح كلمات الصوفية جمع محمود محمد الغراب ص 180.
(¬4) النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 147.
(¬5) أيضاً ص 118.
(¬6) أيضاً ص 147.