(ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر الله لهما قبل أن يفترقا) (¬1).
وقال صلى الله عليه وسلم:
(من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) (¬2).
وقال: (ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق) (¬3).
وقال عليه الصلاة والسلام:
(لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) (¬4).
وقال عليه السلام:
(ومن لم يهتم للمسلمين فليس منهم) (¬5).
ولكن الصوفية المعتزلين المحبين للخلوة , المستمرين في الوحدة والعزلة شهوراً وسنين , يعتقدون عكس ما في السنن والأحاديث , فيروي كل من السلمي والسهروردي والباخرزي وابن عجيبة الحسني والشعراني قاعدة عامة للصوفية فيقولون:
" لا يزال الصوفية بخير , ما تنافروا , فإن اصطلحوا هلكوا " (¬6).
وينصح ابن عربي المريد لبركات التصوف بقوله:
" لا يزار , ولا يتكلم أحداً في خير ولا في شر " (¬7).
ويقول في كتاب آخر:
" الصحبة أشرّ شيء على المريد , فإن الطريق مبني على قطع المألوفات وترك المستحسنات , ولما كانت الصحبة تؤدي إلى الألفة والأنس وتغيير المحلّ بوجود الألم
¬_________
(¬1) رواه أبو داود والترمذي.
(¬2) متفق عليه.
(¬3) رواه أبو داود والترمذي.
(¬4) رواه مسلم.
(¬5) أخرجه الحاكم من حديث حذيفة والطبراني عن أبي ذر.
(¬6) طبقات السلمي ص 42 , عوارف المعارف للسهروردي ص 112 , أوراد الأحباب وفصوص الآداب لأبي المفاخر يحيى الباخرزي ص 110 ط إيران , الفتوحات الإلهية لأبن عجيبة ص 61 , الطبقات الكبرى للشعراني ص 87.
(¬7) الأمر المحكم المربوط فيما يلزم أهل طريق الله من الشروط لابن عربي ص 272 المنشور مع ذخائر الأخلاق وكلاهما لابن عربي القاهرة.