كتاب الفاضح لمذهب الشيعة الإمامية

تواقيعه بلعنهم والتبرؤ منهم، والأطرف أن كل باب كان يأتي بتواقيع يلعن فيها الباب الآخر ويتهمه. (¬1)
وكان منهم الشلمغاني الذي فضح الأمر وكشف الحال، بعد أن لُعن ولم يحصل على شيء، فقال: «ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه، لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف». (¬2)

ولما تحول الأمر إلى صراع مقيت، بعد أن لعن بعضهم بعضا، وكفر بعضهم بعضا، وأصدر بعضهم التواقيع في بعض، وكادت اللعبة أن تنكشف، تقرر إنهاء أمر البابية، بعد سبعين سنة من جمع الأموال وإيصالها إلى المهدي، -وما أدري ما حاجته إلى هذه الأموال وهو لا يدفع إيجار الغار المختبئ فيه- وعندما حضرت الوفاة آخرهم، واسمه السمري، سُئل عن الوصي على الباب بعده، فقال: «لله أمر هو بالغه». (¬3)
¬_________
(¬1) انظر ما حكاه الطوسي في باب ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله، فقد ذكرا عددا منهم ولعنهم، وأورد تواقيع المهدي الصادرة في حقهم. ص397 وما بعدها.
(¬2) نفس المصدر ص373 وانظر الرواية في البحار ج 52 ص358 عند ترجمته
(¬3) نفس المصدر ص393

الصفحة 39