كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فلما كان يوم الاثنين مستهلّ جمادى الآخرة بُكْرة النهار أخذوا المذكورين والكاتب، وطيف بهم بدمشق ونُودي عليهم: هذا جزاء من يتكلم فيما لا يعنيه ويفتري على الأكابر. وعقيب ذلك وصلوا بهم إلى سوق الخيل، وَوُسِّطَ (¬1) منهم اثنان وهما الفقيران: اليعفوري وأحمد القُبّاري، وعُلقا على الخشب. والثالث وهو التاج الناسخ ابن المناديلي قُطعت يمينه وحُمل على البيمارستان. (2/ 684 - 685)
قال: ثم إن الجيش الذي كان قد اجتمع بحماة من عسكرها وعسكر حلب وعسكر الحصون تأخر إلى حمص، وخرج معهم جماعة كبيرة من حماة، وتركوا أهاليهم وأموالهم، وحصلت لهم مشقة كبيرة، وشدة عظيمة، ووصلوا إلى حمص فلم يروا المقام بها خوفًا من أن يدهمهم العدول المخذول، فتأخروا عن حمص، فلم يروا منزلةً تليق بهم بالجيش، فوصلوا إلى المَرْج يوم الأحد الخامس والعشرين من الشهر، وذكروا أن التتار جاوزوا حمص إلى قارا، ثم رجعوا إلى حمص، وذكروا أن طائفةً منهم وصلت بعلبك ثم رجعت، وذلك على طريق الغارة والعبث والفساد، وأصبح الناس يوم الأحد المذكور في أمر عظيم لقرب العدو، وتأخر السلطان وجمهور الجيش، فشرعوا وتحركوا في الجَفْل، وذكروا أن هذا الجيش الذي قد اجتمع بالمرج ودمشق ليس لهم طاقة بلقائه، هذا وإنما سبيلهم أن يتأخروا عنهم مرحلتين، واحتيط البلد، فلما تعالى النهارُ اجتمع الأمراء بالميدان،
¬__________
(¬1) التوسيط: قطع الشيء نصفين.

الصفحة 10