كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في المنام، وكأني ذكرت له شيئًا من أعمال القلب، وأخذت في تعظيمه ومنفعته - لا أذكره الآن -، فقال: أما أنا فطريقتي: الفرح بالله والسرور به. أو نحو هذا من العبارة.
وهكذا كانت حاله في الحياة، يبدو ذلك على ظاهره، وينادي به عليه حالُه» (¬1).
[الشعر]
ونذكر هنا الأبيات الشعرية التي نص ابن القيم على أن الشيخ قالها، أو كان يكثر من التمثُّل بها.
قال ابن القيم: «وحدثني بعض أقارب (¬2) شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قال: كان في بداية أمره يخرج أحيانًا إلى الصحراء، يخلو عن الناس، لقوَّة ما يَرِدُ عليه، فتبعته يومًا، فلما أصْحَر تنفَّس الصُعَداء، ثم جعل يتمثَّل بقول الشاعر - وهو لمجنون ليلى من قصيدته الطويلة -:
وأخرج من بين البيوت لعلَّني ... أحدِّث عنك القلب بالسرِّ خاليا (¬3)
وقال: «وسمعت شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: كيف يُطْلَب الدليلُ على من هو دليلٌ على كل شيء؟
¬__________
(¬1) «مدارج السالكين»: (2/ 172).
(¬2) هو تقي الدين ابن شقير كما في «روضة المحبين» (ص 301).
(¬3) «مدارج السالكين»: (3/ 60)، و «روضة المحبين» (ص 301، 467).

الصفحة 115