كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الله المستعان
الحمد لله.
رُفِع إليَّ بدمشق حين نزلتُ اليونسيّة (¬1) متوجِّهًا إلى طرابلس هذا السؤال المنظوم:
ما قول أهل علوم الشرع والحَسَبِ ... فيمن يُكفّر شيخَ العلم والأدبِ
تقيّ دين إله العرش شُهْرتُه ... بابنٍ لتيميةٍ حرّانيَ النّسبِ
مع علمه ما حوى من حِفْظ سنّتنا ... وذبّ عنها أُهيلَ الزَّيغ والرِّيَبِ
وزهده وتصانيفٍ محُرّرةٍ ... وذو الكرامات والهِمّات والقُرَبِ
وهل يُكفَّر من أفتى بِرِدّتِه ... ويستتاب وماذا قيل في الكتبِ
وهل يُباح مقالٌ في تَنَقّصِه ... مقلّد الغير في ردٍّ لمعتصبِ
وقال من قال عنه من أئمتنا ... بشيخ الاسلام كفّره بلا رِيَبِ
فأفت يا عالمَا في ذا المُصاب بما ... علمتَ وابسط بنظمٍ واضحٍ أجبِ
قال: فكتبتُ بعض الجواب وعاجلني السفر، وأهملتُ ذلك إلى
¬__________
(¬1) هي الخانقاه اليونسية، أنشأها الأمير يونس دوادار السلطان الظاهر برقوق سنة (784). انظر «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 189 - 190)، و «خطط دمشق»: (ص 338، 408) للعلبي.