كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لا يرميَنْ رجلٌ منكم لصاحبه ... بالكفر يَكْفُر وإن لَمْ ردّةً تجب
وفي القُرآنِ دليل لا تُكفّر من ... على الذنوب سوى شركٍ وسبِّ نبيْ
وأجمعوا بجوازٍ في شهادة من ... يكون ذا بدعة لا مُحْلِلَ الكذب
ثم القياس جليّ أن نكفّر من ... أخرج من ديننا شخصًا بلا سبب
لمثل هذا الذي يُضرب به مثلٌ ... وطار شهرتُه في الأُفق بالسُّحُبِ
* و «شيخَ الإسلام» قد سمّاه أعلمُنا ... في عصر وتلا جمعٌ من العَقِب
والزملكانيْ وصدر الدين (¬1) مُذْ بَرزا ... وناظرا خاطَبا للشيخ بالأدب
ويشهدان له بالحفظ في سننٍ ... ولم يكن كفّرا يومًا من الحُقُب
وكان في عصره في الشام يومئذٍ ... سبعون مجتهدًا من كل مُنتخب
لم يُرْوَ أن الذي ردوا عليه لهم ... قولٌ بتكفيره أو نسبة الكذب
بل عاذِرٌ باطلاعٍ في مداركه ... وقائلٍ لعثارٍ كالجواد رُبي
من نحن للخوض في عِرْضٍ لأعْلمنا ... وما لنا بزقاقٍ ضيّق الخبب
وإن يقل: حجتي إنكارُ منكره ... فقل: له سابقٌ في قول ذي النُّجُب؟
وإن تكن زلّة أو غلطة وقعت ... مع اجتهادٍ فعفو الله مُنسحبُ
¬__________
(¬1) يعني كمال الدين الزملكاني (ت 727). وصدر الدين ابن الوكيل ويعرف بابن المرحِّل (ت 716) وهما من كبار الشافعية، ومن أقران شيخ الإسلام، وكانا قد أثنيا عليه، وناظراه، وزعموا أنه لم ينهض لمناظرة ابن تيمية غير ابن الوكيل. وانظر نموذجًا من مناظراته لشيخ الإسلام في «العقود» (ص 145 - 167)، و «الفتاوى»: (11/ 135 - 156).

الصفحة 127