كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وأنه حافظ الإسلام عالمه ... سارت فتاويه في الآفاق والشُّعَب
له الكرامات كالأعلام شائعة ... تُروى وتُقرا ومحياةٌ لمقترب (¬1)
له التصانيف دلّت في تفرّده ... بالحفظ والفهم والإتقان والكتب
له المحافل والسلطان يسمعه ... وقطعُ خصمٍ بأعلى قطع منتصب
وكم رأوه يصلي الفجر في الأموي ... مَعْ سجنه، وكذا في أزهر النُجُب (¬2)
وإن أردت دليل الحسّ فهو إذن ... موجودُ يُشهد مثلَ الشمس لم تَغِب
مؤلفات عظامٌ ثم شهرته ... وجعله مَثل الباهي بذي نَسَبِ
جنازة شُهِدَت ما مثلها شهدوا ... بعد القرون التي بالخير في التُّرَب
وابنٌ لقيّمَ تلميذٌ ورُفقته ... وصَحْبُه كلهم فاقوا على الصَّحَب
فمثل هذا يكن بالكفر متصفًا ... بقول من يدّعي علمًا ولم يُجِب
أما لنا غيرةٌ في الحقِّ تأخذنا ... بقَصْم من يجتري بالفُجْر والثَّلَبِ
ويا شَماتةَ أعداءٍ به امَّشَعوا ... رفعًا وبُشراهمُ في خفض مُنْتَصِب
يا ضحك إبليس منّا إذ نكفّره ... من غير ما رِدَّةٍ كلا ولا رِيَب
مُنى العِدا كُفْر من أطْفى أدِلَّتهم ... بنوره وداوم اللهو واللعب
فلا جزى الله خيرًا من يُعينهمُ ... بالقول والكتب في حِلْمٍ وفي غضب
¬__________
(¬1) (ط): «وتنتحي لمنتحب».
(¬2) هذا من المبالغات، أنه مع سجنه كان يُرى في المسجد الأموي، والجامع الأزهر! وهذا مما أنكره شيخ الإسلام على مدَّعي المشيخة والولاية.

الصفحة 129