كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ما حققوا العلمَ ما شموا روائحه ... إذ كفروا عالم الإسلام بالعَصَب
تعصَّبوا بمقال في تنقّبهم (¬1) ... ولُثِّموا إثمَه في الرأس والذنب
قد زانه لهمُ شيطانُ إنسهمُ ... مُحَسّنًا وانْثَنى من بعد ما غُلِبُوا
فقال: إني بَرِيْ قولاً بردّته ... بل كنتُ في دمه مَعْكم كمُغْتَصَب
فيا أئمة دين الله هل أحدٌ ... يرضيه قولٌ بكفر العالم الدَّرِب
تَحَتّم الفَحْص والدَّعوى على رجلٍ ... أفتى بكفرٍ بأنْ يُلْجى إلى السبب
فإن أقام دليلاً قاطعًا عجبًا ... فذاك أو ذا احتمال فيه فاستتب
أولَمْ فكَفّرْه واحْكُم إذ تنقّصَه ... تعزيرَه بسياطٍ أو بذي الأدب
وإن تخفّفْ بسجنٍ فاضْرِبَنّ له ... طويل وقتٍ إلى شعبان أو رجب
لرّدْع أمثاله والمُقْدمين على ... مقالِه تَبَعًا تقليدَ مُصطحب
فما يضرّ بنا غير التساهل في ... أمرٍ كهذا وقولُ العاذِلِ النّدب
إن تنصروا الله ينصرْكم ويخذلهم ... وإن عفوتم فلا لومٌ لمُعْتَقب
ما يسلمُ الشرف ُ الأعلى لملتنا ... حتى يُراق دمٌ أو ضربُ مرتكب
وامنع شهادته أيضًا روايته ... فإن مضى عامُه في الخير فاتَّهِبِ
وإن يُصمّم على تكفيره ويَقُل ... بكُفْر من قال: «شيخَ الدين» فاطَّلبِ
بمجلسٍ حَفِلَ وافسد لصورته ... وكرّر الضرب بالتكرار أو يَتُبِ
ما خاب نقلٌ لنجل الناصري وبل ... أصاب في القول كالإبريز بالذهب
¬__________
(¬1) تحتمل: «تيقنهم».