كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الإمام التلمسانيين ... أبو زيد عبد الرحمن، وأبو موسى عيسى ابنا محمد ابن عبد الله بن الإمام (¬1) ..
قال .... ولقيا أيضًا جلال الدين القزويني صاحب البيان (¬2)، وسمعا «صحيح البخاري» على الحجّار، وقد سمعته أنا عليهما، وناظرا تقي الدين ابن تيمية وظهرا عليه، وكان ذلك من أسباب محنته (¬3).
وكانت له مقالات شنيعة من إمرار حديث النزول على ظاهره، وقوله فيه: كنزولي هذا (¬4)، وقوله فيمن سافر إلى المدينة لا ينوي إلا زيارة القبر الكريم: لا يقصر حتى ينوي المسجد، لحديث: «لا تشد الرحال ... » (¬5).
وكان شديد الإنكار على الإمام فخر الدين. حدثني شيخنا الإمام
¬__________
(¬1) ترجمتهما في «الأعلام»: (3/ 330 و 5/ 108).
(¬2) صاحب كتاب «التخليص» في علم البلاغة.
(¬3) قارن بما قاله العلامة الزملكاني - قرين شيخ الإسلام وبلديّه وخصمه -: «ولا يُعرف أنه ناظر أحدًا فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم سواء كان من علوم الشرع أو غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه» اهـ.
(¬4) تقدم كذب هذه الفرية، وأن مصدرها ابن بطوطة.
(¬5) ذكر شيخ الإسلام النزاع في هذه المسألة عند العلماء في «الفتاوى»: (27/ 153)، وقال في موضع آخر: «ولهذا كان أئمة العلماء يعدون من جملة البدع المتكررة في السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين، وهذا في أصح القولين غير مشروع حتى صرح بعض من قال ذلك: أن من سافر هذا السفر لا يقصر فيه الصلاة؛ لأنه سفر معصية». «الفتاوى»: (26/ 153).

الصفحة 138