كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وفي ثامن عِشْري ذي الحجة، أخبر نائب السلطنة بدمشق بوصول كتاب من ابن تيمية، وأعْلَم بذلك جماعةً ممن حضر مجلسه، ثم أثنى عليه وقال: ما رأيت مثله، ولا أشجع منه، وذكر ما هو عليه من السجن من التوجّه إلى الله تعالى، وأنه لا يقبل شيئًا من الكُسوة السلطانية ولا من الإدرارات السلطانية، ولا تدنَّس بشيء من ذلك.
وفيها، في يوم الخميس سابع عِشْري ذي الحجة طُلِبَ أخوا الشيخ تقي الدين، وهما شرف الدين عبد الله، وزين الدين عبد الرحمن إلى مجلس نائب السلطنة الأمير سيف الدين سلاَّر، وحضر قاضي القضاة زين الدين المالكي وجرى بينهم كلام كثير، وأعيدا إلى مواضعهما بعد أن بحث شرف الدين مع القاضي وظهر عليه في النقل والمعرفة وخَطَّأه في مواضع ادَّعَى فيه الإجماع.
وفي يوم الجمعة التالي لليوم الأول، أُحْضر شرف الدين وحده وحضر القاضي شمس الدين ابن عدلان في مجلس نائب السلطنة سيف الدين سلار وتكلم معه، فظهر عليه ولكن ليس له مساعد، وقيل: إنه ظهر من نائب السلطنة تعصُّب على الشيخ وإخوته، والله أعلم (2/ 1125 – 1127).
(سنة 706)
قال: وفيها في أوائل شهر ربيع الأول وصل الأمير حسام الدين مهنّا ابن الأمير شرف الدين عيسى بن مهنّا إلى دمشق، وتوجَّه إلى القاهرة، فوصلها في تاسع عشر الشهر، واجتمع بالسلطان فأكرمه وخلع

الصفحة 29