كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ولد بحرَّان يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، وهاجر والده به وبإخوته إلى الشام عند جور التتار، فسار بالليل بهم وبالكتب على عَجَلةٍ لعدم الدواب، وكاد العدو أن يلحقهم، ووقفت العَجَلة، فابتهل إلى الله واستغاث به؛ فنجوا وسلموا.
وقدموا دمشق في أثناء سنة سبع وستين، فسمعوا من الزين بن عبد الدائم «جزء ابن عَرَفة» (¬1) وغير ذلك. ثم سمع شيخنا الكثير من ابن أبي اليُسْر، والكمال ابن عبدٍ (¬2)، والمجد (¬3) ابن عساكر – أصحاب الخُشُوعي (¬4) –، ومن الجمال ابن الصيرفي، وأحمد بن أبي الخير سلامة، والقاسم الإربلي، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، وأبي الغنائم ابن علاّن، وخَلْق كثير.
وسمع «مسند أحمد» مرَّات، والكتب الكبار والأجزاء، وعُني بالحديث، ونسخ جملةً صالحةً، وتعلَّم الخطَّ والحساب في المكتب،
¬__________
(¬1) وقع في (خ): «نسخة ابن عرفة». خطأ من الناسخ، وهو على الصواب في مصادر ترجمة ابن تيمية، و «جزء ابن عرفة» مشهور عند المحدثين، وسيأتي بعد قليل أن الذهبي سمعه منه.
(¬2) ظن ناسخ الأصل أن «عبد» مضافة إلى شيء بعدها، فترك بياضًا بقدر كلمة، وليس كذلك بل «عبد» بدون إضافة منونة الآخر.
(¬3) (م): «والمحدّث».
(¬4) يعني أن من تقدم هم أصحاب الخشوعي، والخشوعي هو أبو الطاهر بركات بن طاهر المُسْنِد المعمَّر (ت 598).

الصفحة 38