كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وجرت له في ذلك ألوانٌ وفصولٌ، ولم يفعل أكثر من أن يتلو آيات، ويقول: إن لم تنقطع عن هذا المصروع أو المصروعة وإلا علمنا معك حكم الشرع، وإلا علمنا معك ما يُرضي الله ورسوله.
وقد سمعتُ منه «جزء ابن عرفة» مراتٍ، وخرّج له المحدِّث أمين الدين الواني أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا (¬1).
وقد حجَّ سنة إحدى وتسعين، وقرأ بنفسه (¬2) الكثير من الحديث؛ وقرأ «الغيلانيات» (¬3) في مجلسٍ، ومن مسموعه «معجم الطبراني الأكبر» سمعه من البرهان الدَّرَجي (¬4) بإجازته من أبي جعفر الصيدلاني وغيره.
ثم ظفروا له بمسألة السفر لزيارة قبور النبيين، وأن السفر وشدَّ الرِّحال لذلك منهيٌّ عنه؛ لقوله عليه السلام: «لا تُشَدّ الرِّحال إلا إلى
¬__________
(¬1) مطبوعة ضمن «مجموع الفتاوى»: (8/ 76 – 121).
(¬2) في الطبعتين: «لنفسه» وما أثبت أصح كما في «الجامع – مختصر علماء الحديث» (ص 249).
(¬3) هي أحد عشر جزءًا مسموعة لأبي طالب محمد بن محمد بن غيلان (ت 440) من حديث أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي (ت 354) من تخريج الدارقطني (ت 385).
(¬4) إبراهيم بن إسماعيل أبو إسحاق الدمشقي الحنفي المسند (ت 681). ترجمته في «تاريخ الإسلام»: (51/ 68)، و «البداية والنهاية»: (17/ 586)، و «الجواهر المضية»: (1/ 394).

الصفحة 50