كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وأخبرني أبو عبد الله: أن رجلاً صالحًا من أهل ميدان الحصا (¬1) [رأى] ليلةَ موت الشيخ أن السماء فيها قناديل عظيمة كثيرة، ولم يكن لها علاقة تمسكها، ثم رأى عمودًا كبيرًا عظيمًا نورًا من الأرض إلى السماء، قد غشي نوره من الأرض إلى السماء وما حوله، فلما أصبح قيل: قد مات الشيخ، فوقع في نفسه أن الرؤيا له، وكانت نصف الليل وقت نومه.
وحدثنا – أيضًا –: أن امرأةً صالحةً رأت أن رجلاً نائمًا في الأرض وقد نزل عليه من السماء نور غشاه وارتفع، وكلما ارتفع قوي النور حتى صعد إلى السماء.
ورأى رجلٌ صالح الشيخَ بعد موته فسأله: ما فعل الله بك؟ وأقسم عليه، فقال: كلّ خير، وعبّر بعبارات فصيحة عن هذه المعاني، وعلى رأسه تاج حرير كهيئة ما يلبسه الأمراء. فقال: هذا حرير وأنت كنت تنهى عنه؟ فقال: ألبسنيه الله تعالى بصبري على الحبس. حدثني به ابن نور الدين ابن الصائغ.
رأى رجلٌ صالحٌ ليلةَ موتِ الشيخ أنه في منزل وفيه امرأة جميلة عليها لؤلؤ ونحوه وظَهْرُه إليها، وهناك امرأة عجوز، والشيخ حامل شيئًا وهو طالع به في درج، فسألَ المرأةَ عما معه؟ فقالت: هذا قمحه يريد طحنه يتبلَّغ منه، فمن له قمح طحنه وتبلّغ منه، ومن لا له شيءٌ لا يتبلَّغ
¬__________
(¬1) إحدى ميادين دمشق، يبدأ من باب المصلّى حتى الجزماتية. انظر «خطط دمشق»: (ص 443) للعُلَبي.

الصفحة 71