كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بشيء. أو كما قال. حدثني به ثقات.
ورأى رجل ثقة عند أصحابنا كالشيخ شمس الدين محمد بن رُزَيز وغيره أن رجلاً نصرانيًّا ذاهبًا (¬1)، فقال له المُسْلِم: إلى أين؟ فقال: إلى المسيح عليه السلام. فقال: أنا أولى به، فذهب معه إليه، فرآه في هيئةٍ حسنة، فقال الرائي في نفسه: لو رأيت نبينا صلى الله عليه وسلم حتى أراه وأرى منزلته عند المسيح عليه السلام. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقام المسيح عليه السلام وجلس النبي صلى الله عليه وسلم مكانه، وهو في هيئة عظيمة، حسن الوجه حسن الهيئة، فقبَّل المسيحُ عليه السلام يده ورأسه وجلس إلى جانبه، وسأل الرائي: ما معك؟ فقال: رُطَب، فأخذه منه فحثى للمسيح منه. قال: فقلت للنصراني: انظر تعظيم نبيكم لنبينا، فقال: نعم. فبينما هم كذلك إذ جاء طائفة من خلف النبي صلى الله عليه وسلم والشيخ جالس بينهم أو أمامهم، فلما قربوا تقدم الشيخ وقام النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أهلاً وسهلاً يا أحمد، ثم حثى له من الرطب، فبينما هم كذلك إذ جاء طائفة من بين أيديهم فلم يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال الشيخ تقي الدين: يا رسول الله إن هؤلاء من أمتك. فقال: لا، لو كانوا من أمتي كانوا على ما أنت عليه.
حدثني صلاح الدين يوسف بن المرحوم علاء الدين ابن أخي الصاحب تقي الدين ابن مهاجر التكريتي: أنه رأى الشيخ بعد موته بليلة، وهو واقف على باب مدرسته بالقصَّاعين، وهو بعد وقوفه يتمشّى، فأكب الرائي رأسَه ليقبِّل قدميه، فمنعه من ذلك، وقال له: كيف الشيخ
¬__________
(¬1) كذا في الأصل.

الصفحة 72