كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا} [المائدة: 42]. فهؤلاء لمَّا لم يلتزموا دينَه لم يلزمه الحكم بينهم، والله تعالى أعلم» (¬1).
* الفطر للتقوِّي على الجهاد:
قال ابن القيم: «وأجاز شيخنا ابن تيمية الفطر للتقوِّي على الجهاد وفَعَلَه، وأفتى به لما نزل العدوّ دمشق في رمضان (¬2)، فأنكر عليه بعضُ المتفقِّهة، وقال: ليس هذا بسفرٍ طويل. فقال الشيخ: هذا فِطْرٌ للتقوِّي على جهاد العدوّ، وهو أولى من الفطر لسفر يومين سفرًا مباحًا أو معصيةً، والمسلمون غذا قاتلوا عدوَّهم وهم صيامٌ لم يمكنهم النكايةُ فيهم، وربما اضعفهم الصومُ عن القتال، فاستباح العدوُّ بيضةَ الإسلام، وهل يشكّ فقيهٌ أنَّ الفطر ههنا أولى من فطر المسافر، وقد أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة الفتح بالإفطار ليتقوَّوا على عدوِّهم، فعلَّل ذلك للقوة على العدوِّ لا للسفر، والله أعلم» (¬3).
* فقه الفتوى:
1 - قال ابن القيم: «ولقد سئل شيخُنا أبو العباس ابن تيمية - قدس الله روحه - سأله شيخٌ، فقال: هربتُ من استاذي وأنا صغير، إلى الآن لم
¬__________
(¬1) «إعلام الموقعين»: (6/ 199 - 200).
(¬2) في سنة 702 هـ في معركة شقحب التي هزم فيها التتار.
(¬3) «بدائع الفوائد»: (4/ 1358 - 1359)، وانظر «زاد المعاد»: (2/ 53 - مؤسسة الرسالة).

الصفحة 81