كتاب تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وبعث إليَّ في آخر عمره قاعدةً في التفسير بخطه، وعلى ظهرها أبيات بخطِّه من نظمه:
أنا الفقير إلى رب البريات ... أنا المُسَيْكين في مجموع حالاتي (¬1)
وساق بعدها أبياتًا ستأتي بتمامها (¬2).
* فراسة الشيخ:
قال ابن القيم: «ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أمورًا عجيبة، وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم، ووقائع فراسته تستدعي سِفْرًا ضخمًا:
- أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة، وأن جيوش المسلمين تُكْسَر، وأن دمشق لا يكون بها قتل عام، ولا سبي عام، وأن كَلَب الجيش وحدّته في الأموال، وهذا قبل أن يهمّ التتارُ بالحركة.
- ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة - لما تحرك التتار وقصدوا الشام - أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظَّفَر والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينًا، فيقال له: قل: «إن شاء الله» فيقول: «إن شاء الله» تحقيقًا لا تعليقًا.
¬__________
(¬1) «مدارج السالكين»: (1/ 524 - 525).
(¬2) (ص 114 - 115).

الصفحة 91