كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

الفنون والتخصصات، فنهل ابن عبد الهادي من علومهم، وظفر بالاخذ
من كبار علماء عصره علوا في الاسناد، وجلالة في العلم، وتبحرا في
فنونه، وقد تيسر له ملازمة جهابذتهم و ئمتهم (1)، فكان لهذا الامر، مع ما
اعطاه الله من كمال التهيؤ، للعلم أثره المحمود في شخصيته العلمية.
- شيوخه:
ونشير هنا إلى ابرزهم:
1 - شيخ الاسلام ابن تيمية (ت 728).
قال ابن عبد الهادي واصفا دراسته على ابن تيمية في سنة 1 72 هبعد
خروجه من السجن، وكان عمره انذاك ستة عشر عاما:
" وكنت اتردد عليه في هذه المدة احيانا، وقرات عليه قطعة من
" الاربعين " للرازي، وشرجها لي، وكتب لي على بعضها شيئا، وكان يقرأ
عليه في تلك المدة من كتبه، وهو يصلح فيها، ويزيد وينقصه
ولقد حضرت معه يوما في بستان الامير فخر الدين بن الشمس لؤلؤ،
وكان قد عمل وليمة، وقرأت على الشيخ في ذلك اليوم أربعين حديثا، وكتب
بعض الجماعة أسماء الحاضرين، و خذ الشيخ بعد ذلك في الكلام في أنواع
العلوم، فبهت ا لحاضرون لكلامه، واشتغلوا بذلك عن الاكل " (2).
__________
(1) ولعل هذا هو السبب في عدم رحلة ابن عبد الهادي إلى خارح الشام، فكانه اكتفى
بالاخذ عن جهابذتها عن الرحلة إلى غيرها.
(2) " العقود الدرية ": (ص 397).
10

الصفحة 10