كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وقال [ق 28] عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قام فينا رسول الله! ص مقاما
فذكر بدء ا لخلق، حتى دخل أهل ا لجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم. حفظ
ذلك من حفظه، ونسي ذلك (1) من نسيه. رواه البخاري (2).
محال مع هذا ومع (3) تعليمهم كل شيء لهم فيه منفعة في الدين - وإن
دقت - ان يترك تعليمهم ما يقولونه بالسنتهم وقلوبهم (4) في ربهم ومعبودهم
رب العالمين، الذي معرفته غاية المعارف، وعبادته أشرف المقاصد،
والوصول إليه غاية المطالب، بل هذا خلاصة الدعوة النبوية، وزبدة الرسالة
الالهية. فكيف يتوهم من في قلبه أدنى مسكة من إيمان وحكمة أن لا يكون
بيان هذا الباب قد وقع من الرسول! شيم على غاية التمام؟!
ثم إذا كان قد وقع ذلك منه، فمن المحال ان يكون خير امته وأفضل
قرونها قصروا في هذا الباب زائدين فيه أو ناقصين عنه.
ثم من المحال أيضا أن تكون القرون الفاضلة؛ القرن الذي بعث فيهم
رسول الله! ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كانوا غير عالمين (5) وغير
قائلين في هذا الباب بالحق المبين؛ لان ضد ذلك إما عدم العلم والقول، وإما
__________
(1) (ب، ق، ف): " ونسيه من".
(2) بعد رقم (92 31) معلقا، وانظر " تغليق التعليق ": (3/ آ 48 - 488) لابن حجر0
(3) " مع)] ليست في (ق، ف، ك) 0 (ب): " وبتعليمهم". و (خ): " محال مع تعليمهم ".
(4) (ف، ك): "ويعتقدونه بقلوبهم ".
(5) " ثم الذين يلونهم)] ليست في (ق)، وكتب فوق " عالمين " في (ك): " لعله " وفي ا لهامش:
"بدله: العا لمين ".
114