كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق، وكلاهما ممتنع.
أما الاول؛ فلأن من في قلبه أدنى حياة، وطلب للعلم، ونهمة في العبادة؛
يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة (1) الحق فيه أكبر (2)
مقاصده و عظم مطالبه (3). ولي! ست النفوس الصحيحة إلى شيء أشوق منها
إلى معرفة هذا الامر، وهذا أمر معلوم بالفطرة الوجدية (4).
فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضي - الذي هو من أقوى المقتضيات -
أن يتخلف عنه مقتضاه في أولئك (5) السادة في مجموع عصورهم (6)؟! هذا
لا يكاد يقع في أبلد الخلق، و شدهم إعراضا عن الله، و عظمهم إكبابا على
طلب الدنيا والغفلة عن ذكر الله، فكيف يقع في أولئك؟
و ما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق أو قائليه، فهذالا يعتقده مسلم
ولا عاقل عرف حال القوم.
ثم الكلام عنهم في هذا الباب اكثر من أن يمكن أن يسطر في هذه الفتيا
أو ضعافها، يعرف ذلك من طلبه وتتبعه.
ولا يجوز أيضا ن يكون الخالفون أعلم من السالفين، كما قد يقوله
__________
(1) (ف): " عن معرفة "ه
(2) (ف، خ): "اكثر".
(3) في (خ، والفتاوى) زيادة: " أعني بيان ما ينبغي اعتقاده لا معرفة كيفية الرب وصفاته ".
(4) في هامش (ك): " الوجدانية ". و (خ): " الوجودية ".
(5) (ك): " مقتضاه لاولئك ".
(6) الاصل: "عمورهم " خطا. و (ف، ك): " عصرهم ".
115

الصفحة 115