كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
بعض الاغبياء ممن لم يقدر قدر السلف، بل ولا عرف الله ورسوله
والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها؛ من أن طريقة السلف أسلم، وطريقة
ا لخلف أعلم وأحكم.
فإن هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة (1) الخلف (2) على طريقة
السلف إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الايمان بألفاظ
القران والحديث من غير فقه لذلك. بمنزلة الاميين الذين قال الله فيهم:
< ومنهم أئيون لا يعلمون الكتث إلا أمافى) [البقرة/ 78] [ق 29] وان طريقة
الخلف هي استخراج معا ني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع
المجازات وغرائب اللغات.
فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الاسلام وراء
الظهر، وقد كذبوا على طريقة السلف، وضلوا في تصويب طريقة الخلف،
فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، وبين الجهل والصلال
بتصويب طريقة الخلف.
وسبب ذلك: اعتقادهم أنه ليس [لله] (3) في نفس الامر صفة دلت
عليها هذه النصوص بالشبهات الفاسدة التي شركوا (4) فيها إخوانهم من
الكافرين.
__________
(1) ليست في (ق).
(2) بعده في هامش (ك) بخط مغاير: " من المتفلسفة ومن حذا حذوهم ".
(3) زيادة " لله)] من (خ وط) وليست في الاصول.
(4) في هامش (ن)، و (خ، ط): " شاركوا".
116