كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الامر، وكان - مع ذلك - لابد
للنصوص من معنى، بقوا مترددين بيق الإيمان باللفظ، وتفويض المعنى،
وهي التي يسمونها: طريقة السلف، وبيق صرف اللفظ إلى معان (1) بنوع
تكلف، وهي التي يسمونها: طريقة الخلف؛ وصار هذا الباطل مركبا من فساد
العقل والكفر بالسمع، فان النفي إنما اعتمدوا (2)! يه على أمور عقلية ظنوها
بينات وهي شبهات، والسمع حرفوا فيه الكلم (3) عن مواضعه.
فلما انبنى (4) أمرهم على هاتين المقدمتين الكاذبتين الكفريتين، كانت
النتيجة استجهال السابقين الأولين (5) واستبلاههم، واعتقاد أنهم كانوا
قوما (6) أميين، بمنزلة الصالحين من العامة، لم يتبحروا في حقائق العلم بالله،
ولم شفطنوا لدقيق (7) العلم الالهي، وان الخلف الفضلاء حازوا! مب
السبق في هذا كله.
وهذا (8) القول إذا تدبره الانسان وجده في غاية ا لجهالة، بل في غاية
الضلالة. كيف يكون هؤلاء المتأخرون - لاسيما والاشارة با لخلف إلى
__________
(1) (أ، ب، ق): " معا ني " وزاد في المطبوعة " أخرى "ه
(2) ا لأصل: " اعتقدوا ".
(3) (خ): " حرفوا الكلام فيه ".
(4) (ب، ق): "انتهى " ه (ك): " ابتنى ".
(5) " الأولين " ليست في (ف، خ).
(6) ليست في (ك).
(7) (خ، ط): " لدقائق ".
(8) (خ): " فإن هذا"، (ط): " ثم هذا".
117

الصفحة 117