كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يبينون (1) للأمة العقيدة الصحيحة، التي يجب على كل مكلف أو كل فاضل
أن يعتقدها!
لئن كان الحق ما يقوله هؤلاء المتكلمون (2)، وهو الاعتقاد الواجب،
وهم مع (3) ذلك أحيلوا في معر! ته على مجرد عقولهم، وأن يدفعوا بمقتضى
قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا و ظاهرا= لقد كان ترك الناس
بلا كتاب ولا سنة أهدى لهم وأنفع على هذا التقدير! بل كان وجود الكتاب
والسنة ضررا محضا في أصل الدين!
فان (4) حقيقة الامر - على ما يقوله هؤلاء -: إنكم يا معشر العباد لا
تطلبوا معرفة الله وما يستحقه من الصفات نفيا وإثباتا، لا من الكتاب ولاص
السنة ولا من طريق سلف الامة، ولكن انظروا أشم فما وجدتموه مستحقا له
من الصفات فصفوه به، سواء كان موجودا في الكتاب والسنة أو لم يكن، وما
لم تجدوه مستحقا له في ضولكم فلا تصفوه به.
ثم هم ههنا فريقان؛ أكثرهم يقولون: ما لم تثبته عقولكم فانفوه. ومنهم
من يقول: بل توقفوا فيه، وما نفاه قياس عقولكم - الذي أنتم فيه مختلفون
ومضطربون اختلافا أكثر [ق 33] من جميع اختلاف على وجه الارض -
__________
(1) (خ):"يثبتون".
(2) في (خ) زيادة: "المتكلمون ". وهي في هامش (ك) بخط دقيق، وكتب فوقها: نسخة.
(3) (ب، ق): " في".
(4) (خ): "فإن كان 0 5 5".
128

الصفحة 128