كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فانفوه، واليه عند التنازع فارجعوا، فانه الحق الذي تعبدتكم به (1)! وما كان
مذكورا في الكتاب والسنة مما (2) يخالف قياسكم هذا، أو يثبت ما لم تدركه
عقولكم - على طريقة أكثرهم - فاعلموا أني امتحنتكم (3) بتنزيله، لا لتاخذوا
الهدى منه، لكن لتجتهدوا في تخر يجه على شواذ اللغة، ووحشي الالفاظ،
وغرائب الكلام، أو أن (4) تسكتوا عنه مفوضين علمه إلى الله، مع نفي دلالته
على شيء من الصفات! هذا حقيقة الامر على رأي هؤلاء المتكلمين.
وهذا الكلام قد رأيته صرج بمعناه طائفة منهم، وهو لازم لجماعتهم
لزومالا محيد عنه.
ومضمونه: أن كتاب الله لا يهتدى به في معرفة الله، و ن الرسول معزول
عن التعليم والإخبار بصفات من أرسله، و ن الناس عند التنازع لا يردون ما
تنازعوا فيه إلى الله والرسول، بل إلى مثل ما كانوا عليه في ا لجاهلية، وإ لى
مثل ما يتحاكم إليه من لا يؤمن بالانبياء كالبراهمة والفلاسفة، وهم
المشركون والمجوس وبعض الصابئين، وإن كان هذا الرد (5) لا يزيد الامر
إلا شدة ولا يرتفع الخلاف به؛ إذ لكل فريق طواغيت يريدون أن يتحاكموا
__________
(1) (خ): "يعبد ربكم به ".
(2) ليست في (ك).
(3) (خ، ط): " أمتحنكم".
(4) (ب، ق، ك، خ): "و أن".
(5) أي: إلى غير الكتاب والسنة.
129

الصفحة 129