كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقال العلامة كمال الدين ابن الزملكاني (1): كان إذا سئل عن فن من
العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن احدالا
يعرفه مثله (2). وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في
مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحدا فانقطع
معه، ولا تكلم فيئ علم من العلوم، سواء كان من علوم الشرع او غيرها إلا
فاق فيه اهله والمنسوبين إليه. وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف،
وجودة العبارة، والترتيب والتقسيم والتبيين.
ووقعت مسالة فرعية في قسمة (3) جرى فيها اختلاف بين المفتين في
العصر، فكتب فيها مجلدة كبيرة. وكذلك وقعت مسالة في حد من
الحدود، فكتب فيها مجلدة كبيرة أيضا (4). ولم يخرج في كل واحدة عن
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
هو: محمد بن علي بن عبد الواحد الانصاري الشاقعي الدمشقي، قاضي حلب
(ت 727). " طبقات الشافعية ": (9/ 0 9 1) للسبكي، و" الدرر الكامنة ": (4/ 74 - 76).
وقد كان ابن الزملكاني ممن يثني على الشيخ، ثم صار من مناوئيه كما سيأتي.
(ف): " غيره مثله ".
" في قسمة " سقطت من (ب). وهو ما سيذكره المصنف لاحقا بعنوان " التحرير في
مسالة حفير".
" ايضا" ليست في (ك، ف). ولعله يعني " الصارم المسلول على شاتم الرسول! ك! ع"
فإنه ألفه عقب حادثة عساف النصراني لما سحت الرسول! ك! ب. انظر " البداية والنهاية-
الجامع " (م 6 0 4 - 07 4).
وقد كتب ابن الزملكا ني على ظهر نسخة (الصارم) التي بخط البرزا لي تر جمة
للشيخ، كما صنع مع كتبه الاخرى التي سيذكرها المصنف ه انظر مقدمة تحقيق
" الصارم المسلول ": (1/ 187 - 188).
13

الصفحة 13