كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فمن قال: لا أعقل علما ويدا إلا من جنس العلم واليد المعهودين (1).
قيل له: فكيف تعقل ذاتا من غير جنس ذوات المخلوقين؟! ومن
المعلوم أن صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته، فمن لم يفهم
من صفات الرب الذي ليس كمثله شيء إلا ما ينايسب المخلوق، فقد ضل في
عقله ودينه.
وما حسن ما قال بعضهم: إذا قال لك الجهمي: كيف استوى؟ أو كيف
ينزل! لى سماء الدنيا؟ وكيف يداه؟ ونحو ذلك.
فقل له: كيف هو في نفسه؟
فاذا قال: لا يعلم ما هو [ق 36] إلا هو، وكنه الباري غير معلوم للبمثر.
فقل له: فالعلم بكيفية الصفة مستلزم (2) للعلم بكيفية الموصوف، فكيف
يمكن ان يعلم (3) كيفية صفة لموصوف (4) لم تعلم كيفيته؟ وانما تعلم الذات
والصفات من حيث ا لجملة، على الوجه الذي ينبغي لك.
بل هذه المخلوقات في ا لجنة قد ثبت عن ابن عباس رضي الله محنهما أنه
قال: "ليس في الدنيا مما في الجنة الا الأسماء" (5). وقد أخبر الله تعالى أنه:
__________
(1) الاصل: " ا لمعهود تين ".
(2) الأصل: "يستلزم!. و (خ): " الصفة مسبوق بكيفية ".
(3) (ك): " تعلم".
(4) "فكيف. . . لموصوف " سقطت من (ب). و (ك): "أن تعلم ".
(5) أخرجه ابن جرير: (1/ 6 1 4) وغيره كما فى "الدر المنثور": (1/ 82).
137