كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
< فلا تعلم نفسى ما أخفى لهم من درؤ اعيهز > [لسجدة: 17]. وقال النبي لمجم! م: "يقول
الله تعالى: أعددت لعبادي الصا لحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا
خطر على قلب بشر" (1).
فاذا كان (2) نعيم ا لجنة - وهو خلق من خلق الله -كذلك، فما الظن
بالخالق سبحانه وتعالى؟!
وهذه الروج التي في بني آدم، قد علم العاقل اضطراب الناس فيها،
وإمساك النصوص عن بيان (3) كيفيتها، أفلا يعتبر العاقل بها عن الكلام في
كيفية الله تعالى؟ مع أنا نقطع أن الروج في البدن، و نها تخرج منه وتعرج إلى
السماء، و نها تسل منه وقت النزع، كما نطقت بذلك النصوص الصحيحة. لا
نغا لي (4) في تجريدها غلو المتفلسفة ومن وافقهم، حيث نفوا عنها الصعود
والنزول، والاتصال بالبدن والانفصال عنه، وتخبطوا فيها حيث راوها من
غير جنس البدن وصفاته. فعدم مماثلتها للبدن لا ينفي أن تكون هذه الصفات
ثابتة لها (5) بحسبها، إلا أن يفسروا كلامهم بما يوافق النصوص، فيكونوا قد
أخطأوا في اللفظ، وأنى لهم بذلك؟! (6)
__________
(1) أخرجه البخاري (4779)، ومسلم (4 282) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) بعده في (ف): "هذا".
(3) " عن بيان " في (ف): " على".
(4) (خ): "لا يقال ".
(5) ليست في (ب، ق).
(6) بعده في (ط- الفتاوى) نص في أربعة اسطر ليس في نسخ العقود ولا (خ) ولا نسخ
138