كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور (1)
ويعلم البصير العالم انهم من وجه مستحقون ما قاله الشافعي رضي الله
عنه حيث قال: "حكمي في أهل الكلام أن [ق 38] يضربوا با لجريد والنعال،
وبطاف بهم (2) في القبائل والعشائر، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب
والسنة، و قبل على الكلام ".
ومن وجه اخر إذا نظرت إليهم بعين (3) القدر - وا لحيرة مستولية عليهم،
والشيطان مستحوذ عليهم - رحمتهم ورققت لهم (4).
أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء، و عطوا فهوما وما اعطوا علوما، و عطوا سمعا
و بصارا و فئدة <فما أغنى عنهتم! عهم ولا إتصئرممم ولا أف! دتهم من شئ! إ ذ
كا نوا مجحدون ئايت ألله وحاق جمهم ماكانو به- لستهزيرون) [الاحقاف: 6 2].
ومن كان عالفا (5) بهذه الامور تبين له بذلك حذق السلف وعلمهم
__________
(1) ذكره ا لخطابي في "الغنية " (ص/ 1 4)، وقريب منه من أبيات لابن الرومي في "ديوانه ":
(3/ 139 1):
لذوي ا لجدال إذا غدو 1 لجدالهم حجج تضل عن ا لهدى وتجور
وهن كانية الزجاج تصادمت فهوت وكل كاسر مكسور
فالقاتل المقتول ثم لضعفه ولوهيه والاسر الماسور
(2) (ف): "عليهم " 0 وكلمة الشافعي أخرجها ابن عبد 1 لبر في "ا لجامع ": (2/ 1 4 9).
(3) سقطت من (ب، ق). (خ): " بعين العذر".
(4) (ف، ك، ب، ق، خ): "عليهم) 5 و (ك): " ورفقت".
(5) (خ، ط): "عليما".
143

الصفحة 143