كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يكفرون بالمعاصي، ثم رأى المصنف أن (1) الكفر ضد الشكر = اعتقد انا إذا
جعلنا الأعمال شكرا لزم انتفاء الشكر بانتفائها، ومتى انتفى الشكر حلفه
الكفر، ولهذا قال: إنهم بنوا على ذلك التكفير بالذنوب، فلهذا عزى إلى اهل
السنة إخراج الاعمال عن الشكر.
قلت: كما أن كثيرا من المتكلمين أخرج الأعمال عن الايمان لهذه العلة.
قال: وهذا خطا؛ لان الكفر (2) نوعان؛ أحدهما: كفر النعمة، والثا ني:
الكفر بالله. والكفر الذي هو ضد الشكر إنما هو كفر النعمة لا الكفر بالله، ف! ذا
زال الشكر خلفه كفر النعمة لا الكفر بالله (3).
قلت: على أنه لو كان ضد (4) الكفر بالله، فمن ترك الاعمال شاكرا بقلبه
ولسانه فقد تى ببعض الشكر و صله، والكفر إنما يثبت إذا عدم الشكر
بالكلية، كما قال أهل السنة: إن من ترك فروع الايمان لا يكون كافرا حتى
يترك أصل (5) الايمان، وهو الاعتقاد. ولا يلزم من زوال فروع (6) الحقيقة
التي هي ذات شعب وأجزاء زوال اسمها، كالانسان إذا قطعت يده، أو
الشجرة إذا قطع بعض فروعها.
__________
(1) ليست في (ف).
(2) (ف، ك):"التكفير".
(3) عبارة "فاذا زال. . .الله " تكررت في (أ، ف، و 1 لمطبوعة، والفتاوى).
(4) (ف، ك): "ضده ".
(5) بافي النسخ: "اصول ".
(6) سقطت من (ب، ق).
148

الصفحة 148