كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وعلى هذا، والاطلاق أعم.
ثم لو قلت: إنه مشترك لكان الكلام صحيحا، فإن اللفظ الواحد قد بطلق
8 ء (1) - التواطؤ، ودطريق الاشتراك، فاطلقت لفظ النفاق على
سيمين بطريى.
إبطان الكفر وإبطان المعصية، تارة بطريق الاشتراك، وتارة بطريق التواطؤ.
كما أن لفظ " الوجود" يطلق على الواجب والممكن، عند قوم باعتبار
الاشتراك، وعند قوم باعتبار التواطؤ؛ ولهذا سمي مشككا.
قال ابن المرحل: كيف يكون هذا؟ و خذ في كلاآ (2) لا يحسن ذكره!
قال (3) الشيخ تقي الدين: ا لمعا ني الدقيقة تحتاج إلى إصغاء واستماع
وتدبر. وذلك الى الماهيتين إذا كان بينهما قدر مشترك وقدر مميز، واللفط
يطلق على كل منهما، فقد بطلق عليهما باعتبار (4) ما به تمتاز كل ماهية عن
الاخرى، فيكون مشتركا الاشتراك اللفظي. وقد يكون مطلقا باعتبار القدر
المشترك بين الماهيتين، فيكون لفظا متواطناً.
قلت: ثم إنه في اللغة يكون موضوعا للقدر المشترك، ثم يغلب عرف
الاستعمال على ايستعماله في هذا تارة وفي هذا تارة. فيبقى دالا بعرف
الاستعمال على ما به الاشتراك والامتياز. وقد تكون قرينة مثل لام التعريف أو
الاضافة تكون هي الدالة على ما به الامتياز.
__________
(1) (ب، ق):"مشترك".
(2) (ق، ف):"بكلام".
(3) (ك): "قال له".
(4) سقظت من (ف).
152