كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

مثال ذلك: اسم ا لجنس إذا غلب في العرف على بعض انواعه، كلفظ
"الدابة " إذا غلب على الفرس، قد نطلقه على الفرس باعتبار القدر المشترك
بينها (1) وبين سائر الدواب، فيكون متواطئاه وقد نطلقه (2) باعتبار خصوصية
الفرس، فيكون مشتركا بين خصوص الفرس وعموم سائر الدواب، ويصير
استعماله في الفرس تارهب بطريق التواطؤ (3)، وتارة بطريق الاشتراك.
وهكذا اسم ا لجنس إذا غلب على بعض الاشخاص وصار علماً بالغلبة،
مثل ابن عمر (4) والنجم، فقد نطلقه عليه باعتبار القدر المشترك بينه وبين سائر
النجوم وسائر بني عمر، فيكون إطلاقه عليه بطريق التراطؤ، وقد نطلقه (5)
باعتبار ما به يمتاز عن غيره من النجوم، ومن بني عمر، فيكون بطريق
الاشتراك بين هذا المعنى الشخمي، وبين المعنى النوعي.
وهكذا كل اسم عام غلب على بعض افراده، يصح استعماله في ذلك
الفرد بالوضع الاول العام فيكون بطريق التراطؤ، وبالوضع (6) الثا ني فيصير
بطريق الاشتراك.
ولفظ " النفاق " من هذا الباب؛ فانه في الشرع: إظهار الدين وإبطان
__________
(1) (ف):"بينهما".
(2) (ب، ق): " يطلقه". وكذا ما ياتي بعد خمسة أسطر0
(3) " تارة بطريق التواطؤ" في (ب، ق، ف) بعد "الاشتراك ".
(4) (ك) في جميع المواضع: " عمرو".
(5) (ف، ك) قلادة: "عليه ".
(6) (ف، ك): " با لوضع ث!.
153

الصفحة 153