كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
خلافه. وهذا المعنى الشرعي اخممن مسمى النفاق في اللغة، فإنه في اللغة
أعم من إظهار الدين.
ثم إبطان (1) ما يخالف الدين، إما أن يكون كفرا أو قسقا، فإذا (2) أظهر أنه
مؤمن وأبطن التكذيب، فهذا هو النفاق الاكبر الذي وعد صاحبه بانه في
الدرك الأسفل من النار. وإن أظهر أنه صادق أو موف أو مين، وأبطن الكذب
والغدر وا لخيانة ونحو ذلك، فهذا هو النفاق الاصغر الذي يكون صاحبه
فاسقا. فإطلاق النفاق عليهما في الاصل بطريق التواطؤ.
وعلى هذا؛ فالنفاق اسم جنس تحته نوعان. ثم إنه قد يراد به النفاق في
صل الدين، مثل قوله: < إن المتفمين فى الدزك ا، سفل من الئار> 1 النساء:
145]، و<إذ جآ ب المنمقون قالو نشهدإنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله-
والله يشهدإن المئفقين لكذبوت > [المنافقون: 1]. وا لمنافق هنا (3): الكافر.
وقد يراد به [ق 42] النفاق في فروعه، مثل قوله! يم: " اية ا لمنافق
ثلاث " (4)، وقوله: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا" (5). وقول ابن عمر
فيمن يتحدث عند الامراء بحديث (6)، ثم يخرج فيقول بخلافه: " كنا نعد هذا
__________
(1) (ف): " إبطال ".
(2) (ب، ق): " فإن ".
(3) (ب، ق): " هو".
(4) تقدم تخر يجه.
(5) اخرجه البخاري (34)، ومسلم (58) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(6) ليست في (ب، ق).
154