كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
على عهد النبي مج! ي! نفاقا" (1) 5
فإذا أردت به أحد النوعين، فإما أن يكون تخصيصه لقرينة لفظية، مثل
لام العهد والاضافة، فهذالا يخرجه عن أن يكون متواطئا، كما إذا قال
الرجل: جاء القاضي، وعنى به: قاضي بلده، لكون اللام للعهد، كما قال
سبحانه: < فعصئ فرغون الرسول > [1 لمزمل: 16] ان اللام هي أوجبت قصر
الرسول على موسى، لا نفس لفظ " رسول ".
واما أن يكون لغلبة الاستعمال عليه فيصير مشتركا بين اللفظ العام
والمعنى ا لخاص، فكذلك قوله:! اذا ط ك المنمقون > قإن تخصيص هذا
اللفط بالكافر، إما ن يكون لدخول اللام التي تفيد العهد، والمنافق المعهود
هو الكاقر، أو تكون (2) لغلبة هذا الاسم في الشرع على نفاق الكفر. وقوله
لمجيم: " ثلالث من كن فيه كان منافقا. . ." يعني به (3) منافقا بالمعنى العام، وهو
إظهاره من الدين خلاف ما يبطن.
فإطلاق لفظ "النفاق " على الكافر وعلى الفاسق، إن أطلقته باعتبار
المعنى العام كان متواطئا، وإن أطلقته على الكافر باعتبار (4) ما يمتاز به عن
الفاسق كان إطلاقه عليه وعلى الفاسق باعتبار الاشتراك. وكذلك يجوز أن
__________
(1) أخرجه البخاري (78 1 7).
(2) (ب، ق): " ولكون ".
(3) "يعني به" ليست في (ب).
(4) "المعنى. . .باعتبار " سقطت من (ف، ك)، و"باعتبار، ليست في (ب، ق) ومكانها في
(ق): "بما".
155