كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
بحث ثان جرى (1)
أن ا لحمد والشكر بينهما عموم وخصوص؛ فا لحمد أعم من جهة
أسبابه التي يقع عليها، فإنه يكون على جميع الصفات، والشكر لا يكون إلا
على الاحسان. والشكر أعم من جهة ما به يقع، فانه يكون بالاعتقاد والقول
والفعل، وا لحمد يكون بالفعل (2) أو بالقول أو بالاعتقاد (3).
أورد الشيخ الامام زين الدين ابن المنجى الحنبلي (4): أن هذا الفرق إنما
هو من جهة متعلق ا لحمد والشكر؛ لان كونه يقع على كذا ويقع بكذا خارج
عن ذاته، فلا يكون فرفا في الحقيقة، والحدود إنما يتعرض فيها لصفات
الذات، لا لما خرج عنها.
فقال شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيمية:
المعا ني على قسمين: مفردة ومضافة 1 ق 43] فالمعا ني المفردة حدودها
__________
(1) في نسخة (ب) في هذا الموضع ما نصه: "وذكر الشيخ شمس الدين بن عبد الهادي
رحمة الله عليه مؤلف هذه التر جمة بحوثا اخر تركتها اختصارا" اهـ. ونهاية الاختصار في
ص 173. وهذا البحث في " مجموع الفتاوى ": (1 1/ 6 4 1 - 55 1) وهو ماخوذ من هنا.
(2) الاصل، (ف): "بالقول " سبق قلم.
(3) "و 1 لقول. . . بالاعتقاد" سقط من (ق).
(4) هو: المنجى بن عثمان بن أسعد بن المنجى أبو البركات الدمشقي ا لحنبلي، عا لم،
مشارك في عدة فنون، وأحد شيوخ ابن تيمية، انتهت إليه رئاسة المذهب بالشام،
(ت 95 6). "ذيل طبقات ا لحنابلة". (4/ 1 27 - 274)، و"المقصود الارشددا: (3/ 1 4 -
2 4).
157