كتاب العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية - ابن عبد الهادي والبزار - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

سهاما، وزعموا أنه خالف طريقتهم وفرق فريقهم، فنازعهم ونازعوه،
وقاطع بعضهم وقاطعوه.
ثم نازع طائفة أخرى ينتسبون من الفقر إلى طريقة، ويزعمون أنهم على
اد ق باطن منها وأجلى حقيقة، فكشف تلك الطرائق، وذكر لها على ما زعم
بوائق، فاضت (1) إلى الطائفة الاو لى من منازعيه، واستعانت بذوي
الضغن (2) عليه من مقاطعيه، فوصلوا بالامراء امره، واعمل كل منهم في كفره
فكره (3)، فكتبوا (4) محاضر، وألبوا الرويبضة للسعي بها بين الاكابر، وسعوا
في نقله إلى حضرة المملكة بالديار المصرية، فنقل وأودع السجن ساعة
حضوره واعتقل، وعقدوا لإراقة دمه مجالس، وحشدوا لذلك قوما من عمار
الزوايا (5) وسكان المدارس؛ من مجامل (6) في المنازعة مخاتل بالمخادعة،
ومن مجاهر بالتكفير مبارز بالمقاطعة، يسومونه ريب المنون، وربك يعلم ما
يمن صدورهم وما يعلنون (7). وليس المجاهر بكفره بأسوأ حالا من
المخاتل.
__________
(1) (ب): " فافضت " 0 آض أي: صار.
(2) (ف، ك): " الظعن ".
(3) الاصل: " في كفرة فكفره " تحريف.
(4) (ب): " فرتبوا ".
(5) (ف) زيادة في: " سكان الزوايا".
(6) الاصل، و (ك): " محامل ".
(7) اقتباس من الاية 69 سورة القصص. ـ
17

الصفحة 17